احتلَّ علمُ النفسِ أهميةً قُصوى بوصفِه أحدَ أهمِّ روافدِ الحلولِ العمليةِ لمُشكلاتِ الإنسانِ مع أقرانِه، ولا سيَّما تلك المُشكلاتُ المتَّصلةُ بالعَلاقةِ بين الرجلِ والمرأةِ عمومًا، والزوجِ والزوجةِ خصوصًا، باحثًا في سعيِ الإنسانِ لتحقيقِ ما يُعرفُ ﺑ «التكيُّف النفسي والتوافُق الاجتماعي». ولأنَّ العَلاقةَ بين الرجلِ والمرأةِ — في إطارِ الزوجيةِ — أمرٌ ضروريٌّ أساسُه التوافُقُ وهدفُه المنشودُ هو الحُب؛ كان لا بدَّ من توضيحٍ وتفصيلٍ لهذه العَلاقة، وما يَعتريها من عوارضَ تُعيقُ تحقيقَ هدفِها المَرجُو. ثَمةَ أسئلةٌ تَشغلُ بالَ طرفَيِ العَلاقة، واستمرارُ العَلاقةِ مرهونٌ بالوُقوفِ على إجاباتٍ كافيةٍ عن المكنوناتِ النفسيةِ والجسديةِ لكلِّ طرف، وهذه الإجاباتُ تجعلُ الطريقَ إلى السعادةِ ممهَّدًا، وخُطَى الأقدامِ نحوَ الحبِّ ثابتة.

الكتاب يستعرض بدقة حقيقة المس من الجن، ويحلل التأثيرات النفسية والعقلية التي يسببها الدجالون والمشعوذون. يتناول الكتاب أيضًا كيف يمكن أن تساهم الخرافات في تغيير المفاهيم النفسية عبر الزمن، وكيف يمكن للأفراد أن يكونوا ضحايا لهذه الظواهر.

يُجمِع المؤرِّخون على أنه ليس ثَمَّةَ جماعة بشرية قد ظهرت على الأرض في وقتٍ من الأوقات دون أن تَشغلَها القضايا الكبرى كوجود الإنسان؛ من أين أتى؟ وما مصيره بعد الموت؟ كما سعت كل جماعةٍ لتفسير ظواهر الكون المختلفة، فأخذت تُقدِّم آراءً معينةً — صحيحة أو باطلة — نسجت منها عقيدة منهجية يعتصم بها أفرادها؛ فحفظت سلام المجتمع وتوازُنه بما فرضتْه من قوانينَ وتشريعات. ولَمَّا كان الدين مكوِّنًا رئيسًا في الحضارات الإنسانية، فقد أفرد له الفلاسفة والمفكرون الدراساتِ المتخصصةَ التي تتتبَّع نشأة الأديان وعلاقتها بالثقافة والتراث البشريَّيْن ومدى تأثيرها فيهما، والكتاب الذي بين يديك هو إحدى هذه الدراسات التي قام بها المؤلف في مجال مقارنة الأديان ونشأتها؛ حيث طَرَحَ وظيفة الدين في المجتمعات، وعَرَضَ — بحياد — بعضًا من النظريات القديمة والحديثة المفسِّرة للأديان وظهورها.

خيط رفيع، حاد، مُذَبذَب، يتأرجح بين طرفي نقيض، ما بين سعادة، حزن.. حب، كراهية.. شجاعة، جُبن.. إخلاص، خيانة.. هي النفس البشرية بكل ما تحمله من مُتناقضات تدفعنا أحيانًا إلى حافة الجنون.. لنجد أنفسنا مُعلقين بهذا الخيط الذي يحمل كُل أحلامنا، طموحنا، وحتى شرورنا، وآثامنا.. سائرون فوقه يحدونا الأمل في العبور إلى بر أمان، دون أن ينقطع ويُلقي بنا إلى الهاوية.

كل منا يحلم بأن يكون له مشروعه الخاص الذي يحقق له أحلامه في تحقيق ذاته وطموحاته، والعمل فيما يحب لحساب نفسه لا لحساب الآخرين، وفي النهاية تحقيق الثراء أو الحرية المالية على أقل تقدير. ولكن للأسف برغم أني لم أقابل تقريباً شخصاً إلا ولديه هذا الحلم إلا أن القليلين فقط هم من يسعون في تحقيقه لأسباب مختلفة، فمنهم من لا يمتلك الشجاعة والجراءة الكافية، ومنهم من يعمل بوظيفة مستقرة تدر عليه دخلاً ثابتاً يخشى المخاطرة به وخسارة كل شيء، ومنهم من لا يعلم من أين يبدأ وكيف يبدأ؟ ويقضي الكثيرون منّا النصف الأول من عمرهم في حالة من الحيرة والتردد وسؤال واحد يؤرقهم: أبدأ أم لا؟ والنصف الثاني في حالة من الندم لأنه لم يبدأ، ولم يكن جريئاً بما فيه الكفاية لاتخاذ القرار. ولقد قمت بكتابة كتابي هذا خصيصاً ليساعد الجميع ويجنبهم لحظات الحيرة والندم، ويضع أقدامهم على بداية الطريق الصحيح لتنفيذ حلمهم وبدء مشروعهم الخاص.

سيلاحق الموت الجميع؛ العجوز والشباب والرضيع، سيأتيك في حادث أو مرض أو معافى. لن ينتظر ميعاد الغد الذي أعددت له، ولن يكون صابرًا حتى تكمل رسالتك، ولا سينتظرك حتى تخبر أحدًا بمصالحتك إياه. سيأتيك الموت وأنت حذرٌ للغاية التي تؤمِّن وتحفظ لك سلامتك.. سيأتيك بعد فحص طبي أثبت أنك بصحة جيده.. سيكون أقرب إليك بكثير، من أسهم الأمنيات الشاردة في ذهنك، أقرب إليك من إكمال بحثك، أو شراء سيارتك، أو إتمام زواجك.. سيلاحق الموت كل من تخلّف عن أسبابه، ليكون سبب الموت هو أنه بلا سبب..

من بستان المنهاج النبوي، جمع الإمام النووي -رحمه الله تعالى- اثنين وأربعين حديثًا؛ كل حديثٍ يمثلُ قاعدةً منهجية في أصل من أصول الإسلام، متبعًا -رحمه الله- قول النبي صلى الله عليه وسلم: «نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها، فأداها كما سمعها»، وقد تعقبنا في هذا الكتاب الأحاديث التي جمعها الإمام، بالشرح المختصر إرشادًا للمبتدئ، وإعانة للدارس في ضبط حفظه، والله أسأل أن يتقبل هذا العمل خالصًا لوجهه ويغفر حفظ النفس منه، إنه على كل شيء قدير.

جحظت عيناي فجأة، والفراشُ ساكنٌ يداعبُ الغموض، يعتليه جسدي ويأبى أن يتحرك كجبلٍ شامخٍ لا يصدَع، وإضاءةُ الغرفة لا يعتريها الثبات، تغلق عينيها فتجعلني لا أرى بوضوح، حاولتُ أن أنادي أحدًا ولكن عجز اللسانُ عن ذلك، فخفق القلب واضطرب، حتى بدأتُ أستمع وقع خطواتٍ ثقيلة تقتربُ نحوي مع صوتٍ مجهولٍ يجره معه، إلا أن أصبح أمامي يرتدي السواد عن بكرةِ أبيه ويخالطه الدم، ثم أمسك سيفه جيدًا وطبع ناحية القلب خطين متقاطعين، وبإحكامٍ رفعهُ إلى أعلى بكلتا يديه وبهدوءٍ غرزه في قلبي حتى لمس حده الأرض.